وآيات الله (التي هي السبل الى معرفته وعبادته) مبثوثة في الآفاق وفي أنفسنا ، فهو الذي جعل الأرض قرارا والسماء بناء (هذا عن الآفاق) ، وهو الذي صوّر الإنسان في أحسن تصوير ، وأغدق عليه من رزقه الطيّب. إنّه ربّنا وربّ العالمين تبارك وتعالى.
وهو الحيّ الذي تفرّد بالألوهية فإليه لا بدّ أن يجأر الإنسان خالصا له الطاعة والانقياد ، وإنّ له الحمد كلّه ، لأنّه ربّ العالمين ، لأنه هدانا اليه بالبيّنات التي أرسلها ، ويتجلّى حمدنا له في تحدّي الكفّار الذين يدّعون الأنداد ، وكذلك في تسليمنا له. أو ليس قد أسلم له كلّ شيء في العالمين؟
من هذا الإنسان المسكين الذي يتكبّر على ربّه ، وينازعه رداء العزّة؟! إنّه مخلوق كان أصله التراب فجعله الله نطفة ثمّ علقة ثمّ أخرجه طفلا ورعاه حتى أضحى بالغا رشيدا ، وأحاطت به نعم الله حتى أمسى شيخا ، بينما البعض توفّاهم الله من قبل ، كلّ قد حدّد له أجلا ، كلّ ذلك بهدف أن يعرفوا ربّهم من خلال تطوّرات حياتهم ويعقلوا.
وبيده ـ لا بيد غيره ـ الحياة والموت ، وهو مطلق القدرة ، فعّال لما يريد ، وأمره ـ إذا قضى شيئا ـ بين الكاف والنون.
بينات من الآيات :
[٦٠] الذين يعيشون في غياهب السجون ، أو في ظلمات الحكم الطاغوتي ، أو في ذلّ المهاجر بعيدين عن الأهل والوطن. إنّ مثل هؤلاء سوف تهجم عليهم سحب اليأس والقنوط ، ويتعرّضون لموجات من الشك والارتياب. أحقّ نحن على حق أم هم؟ فلما ذا نراهم المسيطرين علينا ، وإلى متى؟