بالدعاء ، شروعا من آدم أبي البشر حيث استغفر ربّه (بالدعاء) فغفر له ، وآتاه النبوّة والصفوة ، حتى نوح حيث دعا على قومه فأعانه الله عليهم بالطوفان العظيم ، وإلى إبراهيم الذي ما ونى عن الدعاء في كل موقع حتى اتخذه الله خليلا وجعله للناس إماما ، وإلى موسى الذي نصره الله على فرعون بالدعاء ، وكذلك سائر النبيين ، الذين ما فتئوا يدعون ربّهم ويستجيب لهم الله بخرق سنن الطبيعة ، فمثلا حين يرزق مريم من عنده ، يتذكّر كفيلها زكريا حاجة قديمة في نفسه ، فيدعو زكريا ربّه ويطلب منه ذرية ، فيرزقه الله يحيى وكانت امرأته عاقرا ، وقد بلغ من الكبر عتيّا ..
وهكذا يعرف من خلال حياة الأنبياء مقام العبد من ربّه ، وكيف أنّه مقام الطلب والدعاء ، وهو من أبرز ما يستفيده المؤمن من قصص قدواته الصالحة الأنبياء والأولياء ، وقد جاء في الأثر عن الإمام الباقر (ع) في تفسير قوله سبحانه (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) قال : «الأوّاه الدعّاء» (١)
وجاء في حديث آخر عن الإمام الرضا (ع) أنّه كان يقول لأصحابه : عليكم بسلاح الأنبياء ، فقيل : وما سلاح الأنبياء؟ قال : «الدعاء» (٢)
وللدعاء فوائد عاجلة نتذكّر معا بعضها :
ألف : إنّه أفضل دواء لداء الكبر في النفس البشرية. وإذا عرفنا أنّ الاستكبار أعظم حجاب بين العبد وربّه ، وهو العقبة الكأداء في سبيل الصلاح والفلاح ، وهو مصدر أكثر الفواحش والذنوب ، فسوف نعرف أهميّة الدعاء.
__________________
(١) موسوعة البحار / ج ٩٣ ص ٢٩٣.
(٢) المصدر / ص ٢٩٥.