والدّين ، وزعموا أنّ ركونهم الى تلك الآلهة المزيّفة تنجيهم من عذاب الله فسئلوا عنهم.
(قالُوا ضَلُّوا عَنَّا)
فلا نجد لهم أثرا. بلى. إنّهم ضلّوا عن الحقّ في الدنيا اعتمادا عليهم ، ولكنّهم اليوم قد ضلّوا عنهم.
(بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً)
هل إنّهم شرعوا في الكذب على ربّهم بعد أن وجدوا صرامة الجزاء ، وعنف التبكيت ، وخزي الشماتة ، أم أنّهم بيّنوا حقيقة طالما أخفوها في الدنيا ، وهي أنّ الكافرين لا يعبدون إلّا أسماء ، وإنّما الآلهة خيالات وأوهام.
(كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ)
حتى يعبدوا مجرّد أوهام ، لأنّهم كفروا بآيات الله ، وكذلك يذهب سعيهم في الحياة الدنيا سدى فلا يستفيدون منه في الآخرة.
[٧٥] لقد أذهبوا طيّباتهم في الدنيا ، وسعوا نحو اللّذات العاجلة دون الأهداف السامية.
(ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)
الذي لا يؤمن بالحساب يمتلئ غرورا ، ويسعى في الأرض بالباطل ، دون كوابح أو ضوابط ، ودون أن يأبه بمستقبل حياته أو عاقبة أفعاله ، ولعلّ هذا هو معنى