بها آياته حتى نحظى بمعرفة خالقنا العزيز ، فما ذا ننكر من آيات ربّنا؟!
ولكي يرفع القرآن حجاب الغرور الذي يمنع الاهتداء بآيات الله ، يذكّرنا بعاقبة الكافرين بها ، ويأمرنا بأن نسير في الأرض لننظر كيف كان عاقبة الذين من قبلنا. أو لم يكونوا أكثر عددا منّا وأشدّ قوّة وأعظم آثارا في الأرض ، ولكنهم دمّروا شر تدمير لما كذّبوا ، ولم تشفع لهم مكتسباتهم المادية؟! إنّهم أنذروا عبر الرسل ، ولكنهم فرحوا بما لديهم من علم ضئيل واغترّوا به فلم يستجيبوا للنذر ، فأحاط بهم ما كانوا به يستهزءون.
واستمرّوا في غيّهم حتى رأوا بأس الله ، هنالك قالوا : آمنا بالله وحده ، وكفرنا بالشركاء من دونه .. ولكن هل نفعهم إيمانهم؟ كلا .. جرت سنة الله بعدم ذلك ، وخسر هنالك الكافرون.
أفلا نعتبر بمصيرهم ، ونستجيب لنذر الله ، ونستمع إلى رسله؟!
بينات من الآيات :
[٧٧] حين شاء الله خلق السموات والأرض لم يخلقهما فجأة بل قدّر لذلك ستة أيّام ، وهكذا كان عالمنا عجينا بالزمن ، وهكذا جرت سنّة الله في سائر ما يقضيه من شؤون الدنيا ، ولو افترضنا جدلا أنّ كلّ شيء يتحقّق فورا لكانت ملامح عالمنا مختلفة جدا عن واقعنا اليوم ، ولما تحقّقت حكمة الربّ في الابتلاء ، فهل كان مجرم يقترف ذنبا لو كان جزاؤه عاجلا ، أم كان بشرا يني من السعي نحو المكرمات لو جاء ثوابها فورا؟!
لا بدّ ـ إذا ـ من الصبر حتى يمضي الأجل المحدّد ، ويبلغ الكتاب نهايته ، وهنالك لا يتأخّر الجزاء ساعة واحدة ، فلو تكاثفت وتركزت جهود أهل الأرض