جميعا لتمديد حكم ظالم بلغ أجله لحظة واحدة لما قدروا.
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)
سوف يدمّر الظالمون شر تدمير ، وسوف تلاحقهم لعنة اللاعنين ، وسوف ينتصر الربّ لرسالاته ، ويمكّن المستضعفين في الأرض ، كل ذلك وعد من الله ، ولن يخلف الله وعده ، ولكنّه بحاجة الى الصبر.
(فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ)
بما أنّ الرسول ومن يتبع نهجه لا يبحث عن النصر لنفسه ، بل لرسالته ، فإنّ النتيجة عنده واحدة سواء انتصرت مبادؤه في حياته أو بعد وفاته.
إنّ الرسول والمؤمنين قد شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله ، ولا يبحثون عن تشفّي نفوسهم بالانتقام من أعدائهم ، بل يفوّضون أمرهم الى ربّهم فسواء انتصروا أم توفوا ، فإنّهم قد أدّوا واجبهم.
حقّا إنّه أعلى درجات الإيثار ، يؤدّب الله بها من اصطفاهم من عباده الأكرمين!
كم هي صعبة (وعظيمة في ذات الوقت) أن يستخلص قلب الداعية من كلّ رغبة خاصّة حتى ولو كانت رغبة الانتقام من أعداء الله.
ولكن هذا هو المطلوب في حركة أتباع الأنبياء ، ولولاه لكانت تزيغ عن الصراط المستقيم ، ولا نعدم الاطمئنان إليها وإلى حملتها ، ولم تقم الحجّة على عباد الله حيث أنّ طلاب المناصب كثيرون ، ولو وضع هؤلاء أيضا المنصب نصب أعينهم لاشتبه الأمر على عامّة الناس ، فلعلّ هؤلاء أيضا اتخذوا الدّين وسيلة