ثانيا : تجرّد الرسل عما يتّصل بذاتهم من أجل الرسالة شاهد صدق عليها ، فهم يدعون إلى الله وحده (لا إلى أنفسهم أو قوميتهم أو إقليمهم أو ما أشبه) ويأمرون بالاستقامة في طريقه ، ويعدون بالرحمة عبر الاستغفار ، وينذرون المشركين (الذين يعبدون الطاغوت أو سائر الأنداد) بالويل والثبور.
والمشركون هم الذين يمنعون الزكاة ويكفرون بالآخرة ، وبإزاء هذا الإنذار تأتي البشارة للذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنّ لهم أجرا لا ينقطع.
(وهكذا تتجلّى صفات القرآن ودعوته في هذه الكلمات البليغة) .
بينات من الآيات :
بنور الله الذي يرشّه على الأشياء فيجعلها مخلوقات مدبّرات بأمره ، بنور الله الذي يفيضه على الإنسان فيجعله خليفته في أرضه ، ويمنحه به العقل والهدى والمعرفة والمشيئة ، وبنوره الذي يوحيه الى أنبيائه فيجعلهم السرج المنيرة في ديجور الحياة ..
بذلك الاسم العظيم والنور الباهر يبتدأ الوحي رسالته ، وبه نتلوا تلك الرسالة.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (حم)
مرة أخرى تستقبل أفئدتنا هذه الكلمات المتقطّعة التي تستثير عقولنا ، فهل هي أسماء للسورة التي تبدأ بها؟ أم هي إشارات إلى ذات القرآن وهي بمثابة هذه الأحرف أو هذه الكلمات أو هي رموز بين الله والراسخين في العلم من عباده؟
كلّ ذلك محتمل ، ولا ضير في أن يكون كلّ ذلك مراد القرآن ، لأنّ للقرآن تخوما