وعلى تخومه تخوم ، ويبدو أنّ كلمة «حم» مبتدء أسند إليها قوله تعالى : «تنزيل» ، فيكون المعنى : هذا تنزيل من الله.
[٢] تتجلّى في كتاب الله الرحمة الإلهية التي تتجلّى في خلقه ، تلك الرحمة التي تتّسم بالشمول والاستمرار.
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
هل استطاع العادّون إحصاء رحمات الله؟ كلّا .. وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ، فهو الرحمن الذي وسعت رحمته كلّ شيء وأحاطت بكلّ شيء ، ورحماته مستمرة منذ أن خلقنا من تراب ، ثم من نطفة ، والى أن يوارينا الثرى ، وهي تستمرّ بالنسبة الى المؤمنين إلى الجنة.
أفلا ينبغي أن نسارع الى هذا الكتاب الذي أنزل من عند ذلكم الربّ الرحمن الرحيم؟ بلى. أو لسنا بشرا وقد أودع الله فينا حبّ المحسن إلينا ، وشكر من أنعم علينا؟ أو لا نريد المزيد من الرحمة؟ دعنا إذا نبادر الى قبول رسالته التي تتسم بالرحمة.
[٣] التنوّع والاختلاف سمة بارزة للمخلوقات ، والعلم الحقّ هو الإحاطة بمعرفة خصائص الأشياء واختلافاتها ونسبة بعضها إلى البعض الآخر.
وحاجات الإنسان هي الأخرى شديدة التنوّع وعظيمة الاختلاف ، سواء منها النفسية أو الجسمية ، ولكلّ شيء حد إذا تجاوزه بطل ، وهكذا حاجات البشر ذات مقدار فإذا أسرف فيها أفسد ، وإذا قتر أفسد ، فنحن إذا بحاجة الى خريطة مفصّلة لوجود الكائنات ووجود الإنسان بينها ، فأين نجدها؟ أو ليس في كتاب ربّنا الحكيم؟ بلى.