(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ)
وأنّ دعوتهم خالصة لله ، وأنّهم يسلّمون أمرهم لذلك الربّ الواحد الذي يدعون الناس للتسليم له ..
(أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)
وهذه هي الميزة الأساسية لرسالات الله عن كلّ دعوات الباطل ، أنّ تلك الدعوات تسعى لإخراج الناس من ظلام الى ظلام ، ومن عبودية الى عبودية ، ومن غلّ الى غلّ آخر ، بينما رسالات الله تدعو الى النور ، الى الحرية ، الى فكّ الأغلال جميعا.
ولولا حجاب الجهل والعصبية والعناد فإنّ نور الصدق يتجلّى في دعوات الأنبياء ومن اتبع نهجهم.
(فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ)
وهذه ميزة أساسية ثانية : إنّ دعوات الباطل تجرّ أصحابها من انحراف الى انحراف ومن ظلم الى ظلم ومن إسراف الى تقتير ومن إفراط الى تفريط ، بينما رسالات الله تدعو الإنسان الى الحكمة والاعتدال والاستقامة ، في طريق الله.
وبما أنّ الاستقامة الى الله تعني مقاومة شهوات النفس ، وضغط المجتمع ، وسلبيات الماضي ، وإرهاب الطغاة ، فإنّ البقاء عليها يشبه المستحيل ، أو لم يقل رسول الله (ص) شيّبتني سورة هود ، لأنّ فيها آية الاستقامة ، ولذلك أمرنا الله بعد الاستقامة بالاستغفار ، كما أشار في سورة هود الى مثل ذلك حيث قال : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) .