(وَاسْتَغْفِرُوهُ)
فكلّما دفعتك أعاصير الضغوط ذات اليمين وذات الشمال عد الى طريقك المستقيم ، فإنّ على أطراف طريق الجنة حفر النيران فلا تسترسل مع الرياح الى نهايتها المريعة.
(وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)
وهم الذين انحرفوا مع رياح الضغط حتى وقعوا في حفر الشرك فلحقهم الويل ، ونستوحي من الآية أنّ من لم يستغفر ربّه بعد الانحراف عن خطّ الاستقامة ينتهي به المطاف الى الشرك والكفر ، كما قال ربّنا في آية أخرى : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) .
[٧] وقد يكون الإنسان مشركا دون أن يعرف ، لاعتقاد أكثر الناس أنّ مجرّد الشهادة بالتوحيد لفظيّا تكفي علامة على الإيمان ، بلى. إنّه كاف في مجال التعامل الاجتماعي إذ يحسب من المسلمين ظاهرا ، وتحلّ ذبيحته ، ويجوز مصاهرته ، ولكن لا يكفي عند الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
إنّ الإيمان وقر في القلب ، وأثر على السلوك وممارسة للطقوس .. ومن أبر علائمه الزكاة والإيمان بالآخرة ، فمن منع زكاة ماله واعتبره مغرما وارتاب في الاخرة فهو مشرك حتى ولو لهج لسانه بالتوحيد.
(الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ)
أيّ زكاة هذه؟ هل هي النصاب المعروف أم مطلق الإنفاق في سبيل الله؟ يبدو أنّ الثاني أقرب باعتبار الآية مكية.