(وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ)
فلو لا كفرهم بالآخرة لما منعوا زكاة أموالهم جاء في الأثر المروي عن الإمام الصادق (ع) أنّ النبي (ص) أوصى عليّا (ع) فقال ضمن وصية :
«يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة (وعدّ منه مانع الزكاة ، ثم قال :) من منع قيراطا من زكاة ماله فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة ، يا علي :لا تارك الزكاة يسأل الله الرجعة الى الدنيا ، وذلك قوله عزّ وجلّ : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)» (١)
[٨] أمّا المؤمنون الذين يعملون الصالحات فإنّهم ينفقون زكاة أموالهم طلبا لأجر الله الذي لا ينقطع.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
ويبقى سؤال أخير : ما هو صراط الله الذي يجب أن نستقيم عليه؟
إنّه يتمثّل في كتاب الله الذي أوحي الى الرسول (ص) فيكون الشرك هو مخالفة كتاب الله المتمثّلة في مخالفة الرسول.
ومخالفة الرسول تعني اليوم مخالفة القيادة الشرعية التي تدعو الى الله وتنفّذ كتابه ، هذا ما نقرأه في تفسير أهل البيت لهذه الآيات. (٢)
__________________
(١) تفسير نمونه / ج (٢٠) ص (٢١٩) نقلا عن وسائل الشيعة / ج (٦) ص (١٨ ـ ١٩)
(٢) راجع نور الثقلين / ج (٤) ص (٥٣٩) نقلا عن الإمام الصادق (ع) في حديث مفصّل.