النافذة الى السماء ، وكانت آنئذ مجرّد دخان ، وفرض عليها طاعته ، فاستجابت.
(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ)
أ/ وتساءل المفسرون : لماذا استخدم حرف «ثم» وهو للتعقيب والتراخي ، فهل تمّ خلق السماء بعد الأرض ، بينما النظريات العلمية ترى العكس ، ويقول ربّنا في سورة النازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها ، رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها ، وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) . (١)
أجاب البعض : إنّ ثمّ للتعقيب البياني ، أي ثم اسمع قصة السماء وهي كيت وكيت.
وقال البعض : إنّ الله خلق الأرض أوّلا وخلق السماء ثانيا ، ولكنه إنما دحا الأرض بعد خلق السماء ، كما تدلّ الآية في سورة النازعات ، وعلى ذلك تدلّ أيضا بعض النصوص الإسلامية.
ويبدو لي أنّ المراد من «السماء» هنا الهواء المحيط بالكوكب وليست الأجرام الموجودة في السماء .. «وَهِيَ دُخانٌ» ذات طبقات سبع ، ولكلّ طبقة أمرها ، وعلى ذلك فيكون خلقها بعد خلق الأرض ، ويكون معنى قوله سبحانه في الآية التالية : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً) أنّ الله جعل السواد المحيط بالكرة الأرضية بطريقة نرى النجوم التي خلقها في صورة مصابيح ، كما جعلها حفظا بما خلق فيها من غازات خاصة.
__________________
(١) النازعات / (٢٧ ـ ٣١) .