يبدو أنّ أمر كلّ سماء قيادتها ونظامها وما يتعلّق بها من شؤون التدبير أنّ كلّ تلك قائمة فيها كما لو كانت وحدة إدارية ، ولعل من أمرها ملائكة الله التي فيها.
(وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ)
ما هي هذه السماء الدنيا؟ فإذا كانت السماء المحيطة بالأرض فإنّ زينتها بسبب طريقة تموّج النور فيها ، حيث لا ترى النجوم خارج الفضاء المحيط بهذه الصورة الجميلة ، ولكن القول المعروف عند المفسّرين أنّ السماء الدنيا هي جانب من الفضاء الأرحب ، وعلى ذلك نستوحي أنّ كل النجوم التي ترى تسبح ضمن السماء الدنيا ، وأنّ هناك سماوات لا نرى أجرامها.
(وَحِفْظاً)
فالغازات المحيطة بالأرض تحفظ الأرض من ملايين الشهب التي تتساقط عليها كلّ يوم ، كما أنّ الله يحفظ الأرض بالمصابيح من الشياطين.
(ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
تعالوا لننظر الى لطف صنع الله ، وحسن تدبيره ، وجمال خلقه ، وبديع تقديره. أفلا يهدينا كلّ ذلك الى عزّته وعظمة قدرته في الخلق والتدبير؟! أفلا يهدينا الى أنّه العليم الذي لا يعزب عن علمه شيء؟ وأيّ قدرة وأيّ علم لربّنا الذي سخّر الشمس التي هي أكبر من أرضنا بمليون مرّة في مدارها المحدّد دون أن تفسق عن مسارها قيد شعرة؟! وأيّ قدرة وعلم لربّنا الذي أجرى في قلب الذرّة المتناهية في الصغر سننه النافذة التي لا تغيير فيها؟!!!