فنحن نملك هذا الجهاز بفضل الحواس التي تنقل الى المخ الإشارة عبر الأعصاب ، وهناك تقوم مجموعة أجهزة الدماغ بتحليل الإشارات وإصدار الأوامر المناسبة بشأنها ، ولا ريب من وجود مثل هذا الجهاز ـ ولو كان غير متطوّر ـ عند سائر الأحياء ، بل وفي النباتات التي تنسّق وضعها ـ بصورة وبأخرى ـ مع بيئتها بفضل نواتها المركزيّة ، بلى. نحن لم نكتشف مثل هذا الجهاز عند الجمادات ، ولكن يحقّ لنا أن نتساءل عنه بعد علمنا بوجود قدر كاف من التنسيق بين جميع الكائنات ، ولو افترضنا قوة الجاذبية ـ مثلا ـ إحدى ظواهر هذا الجهاز لم نجاف الحقيقة.
[١٢] ويمضي السياق يبيّن قدرة الله المتجلّية في هذا الخلق العظيم ، لقد خشعت له السموات والأرض وجائتا اليه طائعتين ، فقدّر وقضى أن تكون السموات سبعا بحكمته البالغة وبمشيئته التي لا ترد ، فاستجابت السموات الهائلة بلا تردّد ، وأضحت سبعا خلال المدة التي قرّرها الربّ لها ، وهي يومان أو دورتان.
(فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ)
ما هي هذه السموات السبع؟ هل هي طبقات سبع حول أرضنا تشكّل السماء المحيطة بنا؟ أم هي سبع مجاميع من المجرّات ، والمجرّة الواحدة كالتي نحن فيها المسمّاة بسكّة التبّان يبلغ قطرها مأة ألف مليون سنة ضوئية؟ أم كل ما في المجرّات التي نعرف عنها من شموس وأجرام تقع في السماء الأولى ، وإنّ لله سماوات أخرى غيرها فيها ما لا يعلمها إلّا الله من كائنات عظيمة؟
وعلى أيّ تفسير فإنّ قضاء الله جرى خلال يومين ، أو حسب تفسير سابق دورتين ، لا أعرف عنهما شيئا.
(فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها)