أنّ الله الذي خلقهم أشدّ منهم قوة ، وهكذا جحدوا بآيات الله (اغترارا بقوتهم) ..
فأرسل الله عليهم ريحا عاصفة ، ذات صوت وصرير ، في أيّام سيئات نحسات ، وعذّبهم بعذاب الخزي والهوان في الحياة الدنيا ، وكان ذلك بين يدي عذاب أخزى في الآخرة.
أمّا ثمود فقد هداهم الله حين جاءتهم الناقة مبصرة ، ولكنّهم استحبّوا العمى على الهدى ، وكان جزاؤهم الصاعقة التي تمثّلت في العذاب المهين .. كل ذلك بما كانوا يكسبون من جرائم وموبقات!
(ولم تكن صدفة تلك الصواعق ، بل تنفيذا لسنة إلهيّة جارية ، وأبسط الأدلّة على ذلك) أنّ الله سبحانه أنقذ الذين آمنوا وكانوا يتّقون ، فلم يرتكبوا تلك الموبقات.
بينات من الآيات :
[١٣] إنّ ذلك العذاب الإلهي الذي نزل على قوم عاد وثمود فساء صباحهم يمكن أن ينزل على أيّ قوم كافر ، إذ لم ينزل على الأمم صدفة بل ضمن سنّة إلهيّة ، وكذلك كلّ ما يعتبره الناس صدفة. إنّ عثرة الرجل في الطريق ، أو انتشار مكروب في جسم أحد الأشخاص دون صاحبه ، وحوادث السير والزلازل والبراكين والسيول والحروب وما الى ذلك ، قد يتصور الإنسان أنّها مجرّد صدفة ، بينما ليس في هذا الكون بأكمله شيء بلا سبب ، بلى. هناك حوادث نعرف أسبابها وقوانينها ، وأخرى لا نعرف فنرميها بالصدفة.
ونحن بصفتنا مؤمنين نعتقد بأنّ كلّ حادثة كبيرة أو صغيرة ، تجري ضمن سنّة إلهيّة ، ولهذا نعتقد أنّ الصدقة تدفع البلاء ، وأنّ الدعاء يردّ القضاء وقد أبرم إبراما ،