وأنّ صلة الرحم تزيد في العمر ، وأنّ الإحسان يرفع البلاء ، كما ونعتقد أنّ من يمارس الأعمال الشرّيرة يصاب بتلك الحوادث التي نسمّيها صدفا ، وما هي بصدف ، وقد قال ربّنا : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (١)
لذلك أخبرنا الربّ بأنّ إعراض العرب ـ لو تمّ ـ يوم دعاهم الرسول الى القرآن لا يختلف عن إعراض عاد وثمود ، فإن العاقبة واحدة لأنّ السنة الإلهيّة واحدة.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ)
إنّ العرب ينقسمون الى ثلاث طوائف : العرب العرباء (عرب اليمن) والعرب المستعربة (العرب من نسل إسماعيل (ع) والعرب البائدة (كقوم عاد وثمود) ، والسؤال : هل بادت عاد وثمود صدفة أم لأسباب ومبرّرات ، وهي تتجدّد (السنّة) فيما لو تجدّدت تلك الأسباب والمبررات؟
بلى. إنها بادت لأسباب ومبرّرات.
[١٤] ويجمع كلّ تلك الأسباب والمبرّرات الكفر ، وفي الآية الكريمة التالية توضيح لذلك :
(إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ)
كانت تلاحقهم من كلّ جانب ، وتأتيهم بكلّ طريقة ، وتحاول هدايتهم بكلّ كلمة بليغة ، وبكلّ أسلوب سليم ، كانت تأتيهم «مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ» أي تقول لهم قبل الانحراف : لا تنحرفوا ، «وَمِنْ خَلْفِهِمْ» أي تقول لهم بعد الانحراف : لماذا انحرفتهم؟ دعوا الانحراف.
__________________
(١) الفرقان / (٢) .