لقد جاءوهم ودعوهم الى تلك الحقيقة الهامة التي هي خلاصة رسالات الأنبياء جميعا ، وهي :
(أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ)
ولكن ، ماذا كان جوابهم؟
لقد زعموا أنّ الله ينبغي أن يبعث ملكا رسولا ، أمّا أن يكون رسولهم واحدا منهم يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، ولا يملك خزائن الأرض فلا ..
(قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ)
فكفروا بالرسالة لاعتمادهم على منهج مادي بحت لمعرفة الحق ، فهم كفروا بما أرسل به الأنبياء قبل أن ينظروا فيه ، بل لمجرّد أنّ المبعوث به ليس ملكا.
[١٥] ماذا كانت عاقبة كفر أولئك الناس من أسلاف العرب؟
(فَأَمَّا عادٌ)
تلك الحضارة القوية ، التي هلكت في عزّ شبابها ، وعنفوان قوّتها.
(فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)
كانوا يستكبرون ، أي يحسبون أنفسهم كبارا فيظلمون الناس ، ويغصبون حقوقهم لمجرّد أنّهم أوتوا قدرا من القوة.
(وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)
ولكن من لا يستطيع أن يمنع عن نفسه عاديات الطبيعة ، كعادية الريح