والبركان ، كيف يسمح لنفسه بأن يتعالى على الله ربّ الريح والبركان؟! كيف يستطيع أن يتكبر على النظام الذي يسيّر كلّ جزء جزء من كيانه ، شاء أم أبى؟!
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً)
أو لم يعرفوا هذه الحقيقة الواضحة؟ بلى. ولكنّهم جحدوا بها برغم توافر الآيات عليها.
(وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ)
وهذا الجحود كان نتيجة للاستكبار ، لأنّ الاستكبار يصبح حجابا سميكا بين الإنسان وبين الحقيقة.
[١٦] ولكن هذا الجحود ، وذلك الاستكبار ، سبّبا في إرسال العذاب المهين عليهم ، متمثلا في ريح عاصفة ذات صوت وصرير ..
(فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)
وتلك هي المعادلة الحاكمة في الخلق ، من لم يستجب طوعا لرسول الرحمة والإنذار ، يستجيب كرها لرسل العذاب والعاصفة ..
(فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ)
لم يكن فيها ذرّة من السعد ..
(لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ)