المنذر والبيهقي في الدلائل وابن عساكر قال : حدث أنّ عتبة بن ربيعة وكان أشد قريش حلما قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله (ص) جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلّمه فأعرض عليه أمورا لعلّه أن يقبل منها بعضه ويكفّ عنا ، قالوا : بلى يا أبا الوليد ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول الله (ص) فذكر الحديث ، فيما قال له عتبة ، وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك ، حتى إذا فرغ عتبة قال رسول الله (ص) : أفرغت يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، قال : فاسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول الله (ص): (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ، فلمّا سمعها عتبة أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه ، حتى انتهى رسول الله (ص) الى المسجد فسجد فيها ، ثم قال : سمعت يا أبا الوليد؟ قال : سمعت ، قال : أنت وذاك ، فقام عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلمّا جلس إليهم قالوا : ما وراؤك يا أبا الوليد؟ قال : والله إنّي قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، والله ليكوننّ لقوله الذي سمعت نبأ (١)
[١٩] وأمّا العذاب في الآخرة فهو الأكبر والآلم ، والأشدّ والأبقى ، وما أصاب الكافرين من عذاب في الدنيا ، لا يقاس بذرة من عذاب الآخرة إطلاقا ، لأنّها تحمل عنصري الشدة والبقاء ، (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى) . (٢)
من تطوّف في المستشفيات وبالذات التي تأوي الحالات الصعبة ، أو زار ساحات القتال وشاهد المناظر الرهيبة ، ثم دار على المناطق المنكوبة ببركان تفجّر
__________________
(١) الدر المنثور للسيوطي / ج (٥) ص (٣٦٤) .
(٢) سورة طه / (١٢٧) .