قال : فيقول الجبّار : يا ملائكتي لا وعزتي وجلالي وآلائي وعلوّي وارتفاع مكاني ما ظن بي عبدي هذا ساعة من خير قط ، ولو ظن بي ساعة من خير ما روّعته بالنار ، أجيزوا له كذبه ، وأدخلوه الجنة»
ثم قال : قال رسول الله (ص) :
«ليس من عبد يظنّ بالله عزّ وجلّ خيرا إلّا كان عند ظنّه» (١)
[٢٤] (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ)
إنّ صبرهم في الآخرة يختلف عن صبرهم في الدنيا ، فصبرهم في الدنيا على الطاعات وعن المعاصي يعقبه الفرج والجزاء الحسن ، ولكن حتى وإن صبروا في الآخرة فإنّ النار هي مثواهم للأبد.
(وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ)
وإن يتوبوا الى الله لا تقبل توبتهم ، بعكس الدنيا حيث توفّرت لهم فرصة التوبة.
[٢٥] عوامل الانحراف عديدة ، وتختلف من إنسان لآخر ، وفي حياة الشخص الواحد تختلف من مرحلة لأخرى ، ففي مرحلة الطفولة يستهوي الإنسان عامل واحد اللعب ، أمّا في مرحلة الشباب فإنّ أصدقاء السوء من أشدّ عوامل الانحراف تأثيرا على النفس ، بينما في مرحلة الرجولة يتدرّج البشر عبر عوامل المال والبنين والتفاخر.
وهنا يشير القرآن الى أصدقاء السوء الذين يحيطون بمن ابتعد عن هدى ربه
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ـ ص (٥٤٣) .