فيزيّنون له سوء عمله ، حتى لا يكاد يجد سبيلا للهداية.
إنّ الضلالة ـ كما الهداية ـ تبدأ من اختيار الإنسان نفسه ، ولكنها تخرج تقريبا عن حدود سيطرة الإنسان بعد ذلك ، إذ تتكاثف حوله عوامل الانحراف وأغلال الضلال حتى يكاد يصبح عاجزا عن الانفلات منها ، فترى قلبه يقسو مع استمرار ارتكاب الفواحش ، ومحيطه الاجتماعي يخلو من الصالحين الذين كانوا ينصحونه ، ويتمحض في قرناء السوء ، ويكون مثله مثل دودة القز يختنق في شرنقته التي صنعها لنفسه!
وقرناء السوء نوعان :
نوع ظاهر ، وهو الصديق السيء الذي يصاحب الإنسان ويرافقه ، وحين ينحرف الإنسان يجد نفسه في جماعة المنحرفين ، وإنّ الطيور على أشكالها تقع.
نوع باطن ، وهو الشيطان الذي يزيّن له السيئات.
(وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ)
قالوا : أصل كلمة «القيض» بمعنى القشرة المحيطة بالبيضة ، وأنّ ايحاء «قيّض» التسلط الكامل ، والإحاطة التامة ، ولكن يبدو لي أنّ معنى قيّض انتخاب الشيء المناسب ، فإنّ حجم قشرة البيض مناسبة لذات البيضة ، كذلك يتم اختيار القرين المتناسب للشخص.
(فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ)
من أعمال الفساد التي لم يرتكبوها.
(وَما خَلْفَهُمْ)