والفلسفة باسم الحكمة ، والجدل باسم الحوار.
ولكنه مع ذلك كلّه لا يغني شيئا ، وهكذا نهت النصوص عن الجدال في الدين ، فقد روى عن رسول الله (ص) أنّه قال : «لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيّا ، ومن جادل في آيات الله فقد كفر» (١)
وإنّما يفشل الباطل ـ رغم الجدال عنه ـ لأنّ الله من فوق عرشه وعبر سننه في الحياة يدافع عن الحق ، فهو يفشل كلّ محاولة لدحضه ، فالحق هو المنتصر دائما لأنّه يملك قوة المنطق ومنطق القوة بتأييد الله.
(فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ)
والأخذ تنطوي على الشدة والمباغتة ، وتساؤل السياق عن العقاب ليثير أفكارنا فنبحث عن الإجابة التي فيها العبرة والموعظة.
[٦] ولأنّ الحديث هنا عن سنّة إلهيّة تحكم الحياة نجد السياق وبعد تخصيص قوم نوح والأحزاب بالذكر يعمّم الحديث ليضمّ إليهم كلّ الكافرين في كلّ مكان وزمان ، فهم جميعا ينالهم عذاب الله وانتقامه.
(وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ)
ففي الدنيا ينالهم انتقام الله ، وفي الآخرة عذابه الشديد ، فهم خالدون في نار جهنم لأنّهم أصحابها.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ ص ٥١١.