وإنّها لذروة الفضيلة لا يبلغها إلّا الصابرون من ذوي الحظوظ العظيمة! وقد يدفع الشيطان أحدهم الى الوراء قليلا ، ولكنّهم يستعيذون بالله من شرّه فيستجيب الله دعاءهم.
بينات من الآيات :
[٣٠] كما يمكن أن يتسافل الإنسان الى الحضيض حيث يقيّض له الله سبحانه قرناء يزينون له سوء عمله فلا يهتدي أبدا الى السبيل ، كذلك يستطيع أن يسمو ويسمو حتى يصبح فؤاده مأوى لملائكة الله ، فئة تهبط وفئة تعرج متى؟ حين يكفر بالطاغوت ، ويعلن توحيده على الملأ ، ويقول : ربي الله ، لا الأصنام لا الأنداد لا المجتمع الفاسد لا السلطة الطاغية.
إنّه لا يكتفي بالإيمان في قلبه بربّه ، بل يعلنه متحدّيا القوى المادية ، وبذلك يشقّ للنّاس طريق التوحيد بين أوغال الشرك.
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ)
إنّهم قالوا ذلك ، والقول بذاته تحدي ، والتحدي بدوره دعوة. إنّه دعوة بكسر حاجز الصمت ، والخوف ، ومقاومة حالة اليأس والسلبية.
إنّنا أمرنا بأن نعلن البراءة من المشركين ، وممّا يشركون به ، أفلا نتلوا سورة الإخلاص : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)؟! إنّ المطلوب منّا أن نقول كلمة التوحيد بما تحمل من مخاطر الرفض والتمرّد والثورة ، وهي حقّا أعظم كلمة في عالم الإنسان ، لأنّها مفترق الطريق بين العبودية والتحرّر ، بين الذلّة والعزّة ، بين النار والجنة.
(ثُمَّ اسْتَقامُوا)