وزميلك بالدراسة أضحى اليوم أكبر خبير ، وجارك أصبح وزيرا؟ أفلا يكفي؟ إلى متى تعيش الغربة والهجرة والحرمان؟ إنّ هذا النوع من الكلام يولّد الحزن ، وبالتالي يسبّب تراكم السلبيات ، ويوهن عزائم العاملين ، لو لا تدخّل الملائكة لإزالته ، ولكن كيف؟
إنّ الملائكة يزيلون أثر الخوف والحزن من أفئدة المستقيمين بأن يبشّروهم بالجنة ونعيمها.
(وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
ولأنّ المؤمنين يتعرّضون لضغوط مختلفة ، حيث يجرّب الطاغوت وأعوانه من المترفين والمضلّلين كلّ وسائل الضغط عليهم ، فإنّ الملائكة لا تزال تتنزّل عليهم (ولا تنزل مرّة واحدة) فكلّما تعرّضوا لنوع من الضغط بشّرهم الملائكة بما يقابله من النعمة عند الله ، حتى يزول أثر الضغط ولعلّ الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يشير إلى ذلك حين يقول :
«ومن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع الى الخيرات» (١)
فكلّ إغراء أو ضغط أو إرهاب في الدنيا يقابله من شؤون الآخرة ما يعاكسه ، ويزيل أثره النفسي ، حتى يستقيم المؤمن تماما.
وجاء في الحديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو يأمر بالاستقامة ، ويفسّر
__________________
(١) تحف العقول / ص (١١٠) في حديث مفصّل حول الإيمان ودعائمه ، في أثناء الحديث عن دعائم الصبر.