الآية الكريمة :
«قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم ، فمن قالها حتى يموت فهو ممّن استقام عليها» (١)
وأبرز مظاهر الاستقامة الولاية ، واتباع الخط السياسي المستقيم في ظلّ القيادة الشرعية ، ذلك لأنّ أعظم ما يتصارع عليه أبناء آدم هو قيادة المجتمع السياسية ، وللمؤمنين خطهم السياسي الواضح الذي يدعون إليه ، والمتمثّل في قيادة الصالحين ، والاستقامة على هذا الخط تعني محاربة كلّ قوى الشرك والجهل والنفاق في المجتمع ، والتي تتركّز عادة في اتباع نهج أئمة الكفر والضلال ، وكذلك حين يأتي أحد المجاهدين من أتباع أهل بيت الرسول إلى الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ ويسأله عن الآية يقول له الإمام
«هي والله ما أنتم عليه»
كذلك يقول الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ لرجل من شيعته الأبرار. (٢)
[٣١] من ارتقى ذروة الإيمان عاش هنالك وحده ، ويخشى عليه وحشة الانفراد ، فها هم أصدقاؤه يتفرّقون عنه لأنّه يستقيم على الحق ، وهم يتساقطون تحت وطأة الضغوط ، حتى يقول مثلما قال إمام المتقين :
«ما ترك الحقّ لي من صديق»
وها هم أسرته يتخلّون عنه ، ويقولون له لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به ..
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ـ ص (٥٤٧) .
(٢) المصدر.