وها هو المجتمع الفاسد أو اللّامسئول يواجهه ، أو لا أقل يتخلّى عنه في ساعة المواجهة ، حتى لتكاد الدنيا تضيق به على رحبها ..
هنالك تتنزّل عليه ملائكة الله ليعلنوا ولاءهم له ومساندتهم إيّاه.
ومن عاش مع الملائكة الموكّلين بشؤون الكائنات لا يبقى غريبا. إنّه يمشي في الاتجاه الصحيح مع كلّ الخليقة ، إنّما أعداء الحق هم الغرباء ، لأنّهم يعيشون ضد سنن الله في خلقه ، وفي الاتجاه المضاد لحركة الكائنات.
(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)
لقد عاش إبراهيم (ع) وحده في ذروة التوحيد ، فهل كان غريبا؟ وكيف يكون غريبا يتنزّل عليه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل؟
وحين وضع في المنجنيق ليرمي به في النار ، هرعت إليه سائر الملائكة الموكّلين بشؤون الطبيعة ، وعرضوا عليه دعمهم له ، فلم يقبل ، إنّما سلّم أمره الى الله ، فجعل الله النار بردا وسلاما عليه.
(وَفِي الْآخِرَةِ)
عند ما تبلغ النفس التراقي ، وتهبط على ابن آدم كربة الموت ، ويقف أحبّاؤه حياله عاجزين عن تقديم أيّ عون له ، هنالك تهبط ملائكة السلام على من استقام من المؤمنين فيبشّرونه بالجنة. الله أكبر ، ما أحلاها من بشارة ، وما أعظمها من نعمة.
وعند ما يوضع الإنسان في لحده ، ويتفرّق عنه أبناؤه وأحبّاؤه ، وقد تركوه تحت التراب وحيدا غريبا ، تهبط ملائكة الله بالبشرى على المؤمن ، ويزيلون وحشته ،