الأحداث ، لم يستبدّ به الحدث الحاضر ومؤثّراته ، ولعلّه لذلك قال ربّنا سبحانه :
(وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
فمن كان حظّه عظيما من اليقين والحكمة حسن خلقه ، وصبر على المكاره.
والآية تشير إلى أنّ من يردّ الإساءة بالإحسان يكون مجمل حظّه عظيما (حيث جاءت الكلمة مطلقة) ممّا يعني أنّه ينتصر في صراعه مع منافسيه وأعدائه ، ويتمتّع بالتقدم والرقي في كافّة الحقول.
[٣٦] لأنّ الاستقامة ، وردّ الإسائة بالإحسان ، والصبر ، صعب مستصعب ، فإنّ الإنسان الذي خلق من ضعف قد يسقط تحت الضغوط ، فلا ينبغي اليأس والاسترسال في الهبوط ، بل لا بدّ من تجديد العزم ، وتجاوز حالة الضعف ، والاعتصام بحبل الله ، والاستعاذة به.
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ)
أي دفعك الشيطان دفعا إلى الانحراف في حالة من حالات الضعف الذي يعتري البشر عادة ..
(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
ذلك أنّ ضعف البشر لا يجبره سوى قوّة الرب ، فحين تذكر ربّك ، وتتّجه إليه بقلبك ، يصلك المدد من الملائكة الذين يثبّت الله بهم أقدام المؤمنين عند مظنّة الزلل.
إنّ الشيطان الغوي يجنّد لمحاربتك جنوده ، ويوسوس إليك بأمانيه وغروره ،