شيء ، وقد بعث آخر الأنبياء رحمة للعالمين ، وأنزل معه كتاب رحمته.
[٤٣] إنّ طبيعة النفس البشرية واحدة عبر التاريخ ، وتبريرات الملحدين في آيات الله والمعرضين عن ذكرهم اليوم هي ذاتها التي قالوها للرسل من قبل ، كما أنّ سنة الله في إمهالهم برحمته الى أجل ثم أخذهم إن لم يتوبوا بعقاب أليم جارية فيمن يأتي كما جرت فيمن مضى.
(ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)
فلا تحزن عليهم. إنّها عادة الملحدين الذين يعرضون عن الذكر ، ويتقوّلون على الرسل تبريرا لإلحادهم وإعراضهم.
(إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ)
فعلى الرسول ومن يتبعه أن يوسع صدره ، ويتعامل مع خلق الله برفق.
(وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ)
فلو أعرضوا فإنّ لهم عذابا أليما أعدّه الله لهم ، فلا يستعجل الداعية العذاب ، ولا يحمل همّ إنكارهم.
[٤٤] القرآن ذكر ، وقد توافرت فيه شروط الهداية لو لا أنّهم أعرضوا عنه ، ولو جعله الله أعجميّا لبرّروا إعراضهم بأنّه غير مفهوم ، أو قالوا : كيف يتحدّث نبي عربيّ بقرآن أعجمي؟!
(وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ)
ويحتمل أن يكون المراد من الأعجمي الكتاب غير المبين ، كما لو كانت آياته