والله وحده الحاكم في الخليقة فهو الذي يهدي الناس الى نفسه عبر آياته ، ويرزقهم من السماء ، ولكن لا ينتفع بآيات الله إلّا من ينيب إليه فيتذكر.
وفي ختام الدرس يدعونا الربّ الى إخلاص الدين ونبذ الشركاء برغم الكفار الذين يكرهون التوحيد.
بينات من الآيات :
[٧] تتّبع الآيات القرآنية منهجا يتميز عن المناهج البشرية في أنّه كالضوء ينتشر من نقطة مركزية واحدة ، هي التوحيد لتتسع سائر الحقول. ذلك أنّ عالم الخلق والحق كما عالم العلم والمعرفة مظهر وتجلّ لأسماء الله الحسنى ، وكلّ شيء فيه آية تدلنا الى ربنا الحميد المجيد. ولقد افتتحت هذه السورة بذكر بعض صفات الله التي تتجلى في الخليقة فاسم الله «الرحيم» الذي يتجلّى في قبول الله للتوبة «قابل التوب» لها انعكاس على خلق الله ، ومن ثم على سلوك الإنسان ، وعليه أن يتخذ منه منهجا لتقويم سلوكه.
بل ينعكس هذا الاسم الكريم على الخليقة إذ يحدثنا القرآن عن الملائكة الحافّين بعرش الله ، فهم من جهة يتصلون بالله عبر علاقة التسبيح والإيمان ، ويتصلون بالإنسان المؤمن عبر علاقة الحب والرحمة ، وربنا إذ يشرح لنا جانبا من هذه العلاقة يبين ذلك في صورة دعاء من قبل الملائكة للمؤمنين التائبين.
ويبقى السؤال : ما هو عرش الله؟
للعرش معنيين :
الأوّل : إنّ الله يملك محلا واسعا يسمّى بالعرش ، لا نعرف إلّا أنّه عظيم يسع السماوات والأرض بل الخلق بأجمعهم. وقد جاء في الحديث المروي عن أمير المؤمنين