عليه السلام : «إنّ الملائكة تحمل العرش ، وليس العرش ـ كما تظن ـ كهيئة السرير ، ولكنّه شيء محدّد مدبّر ، وربّك عزّ وجلّ مالكه» (١)
وفي الحديث المأثور عن أبي ذر عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : «يا أبا ذر ما السموات السبع في الكرسي إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة» (٢)
الثاني : إنّ العرش هو رمز القدرة والهيمنة. حيث فسرت الآية الكريمة (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (٣) بأنه سيطرته وهيمنته تعالى. أمّا الملائكة الذين يحملون العرش فإنّهم وسائط رحمة الله ، وتنفيذ إرادته في الحياة.
والى ذلك تشير الرواية المأثورة عن الإمام الرضا عليه السلام : «العرش ليس هو الله ، والعرش اسم علم وقدرة» (٤)
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ أنّه حين سئل عن قول الله عزّ وجلّ «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ» قال : «علمه» (٥)
ويحتمل أن يكون لربّنا مقام معلوم حمله علمه وقدرته ، ومنه ينطلق تدبيره للخليقة وهو عرشه ، وفيه ملائكة الله المقربون.
وما يهمّنا معرفته أنّ حملة العرش خلق من خلق الله وليسوا أنصاف آلهة ، وهم مشغولون بالتسبيح والتمجيد.
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٥٥ ص ٩.
(٢) المصدر / ص ٥.
(٣) هود / ١١.
(٤) بحار الأنوار / ج ٥٥ / ص ١٤.
(٥) المصدر / ص ٢٨.