هذا عن علاقتهم بالله ، أمّا عن علاقتهم بالإنسان فهي التي تكشف عن علاقة الطبيعة بالبشر ، إذ الملائكة وسائط أمر الله وتنفيذ إرادته ، فهم إذن يمثّلون موقف الخلائق من الإنسان ، وهو يرتبط بموقف الإنسان من الحق ، فإذا كان البشر على فطرته وعلاقته الإيجابية مع ربّه فهم معه وإلّا فلا ، فما على الإنسان حتى يفلح في الحياة إلّا أن يتحرّك باتجاه تسخير الطبيعة التي من أهم عوامل تسخيرها العبودية لله ، وحينها سوف يجد كلّ شيء يقف معه مؤيّدا ، إذ الملائكة الموكلة من قبل الله بقوى الطبيعة المختلفة سوف يكونون معه. ولو كان مجمل سلوك الإنسان صالحا فإنّ هفواته لا تضرّه إذ سرعان ما يتوب الى الله منها فتستغفر الملائكة له منها ، ولعلهم يسدّدون خطاه بأمر الله للعودة الى نقائه وطهره ، وقد يعصمونه بإذن الله من الذنوب الجديدة ، ويثبتون قلبه ، ويحفظونه من تسوّلات النفس ووساوس الشيطان ، ويبدو أنّ هذا من علامات قبول التوبة.
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ)
وهم من أعظم ملائكة الله ، ولعلّهم أوّل من يتلقّون أمر الله.
(وَمَنْ حَوْلَهُ)
من الملائكة الآخرين.
(يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)
وأعظم الذكر هو التسبيح الذي يقدّس الربّ عن الشريك والشبيه والنقص والعجز.
(وَيُؤْمِنُونَ بِهِ)