فتسبيحهم ليس مجرد كلمات يتلفظونها ، أو أفعال يمارسونها ، إنّما يقومون بكل ذلك عن معرفة وقناعة راسخة بوجوبه عليهم. هذا عن علاقتهم بالله ، أمّا عن علاقتهم بالمؤمنين فهي الاستغفار لهم لكي يتوب الله عليهم ويوفقهم في الحياة.
(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)
وليس يغفرون ، لأنّهم ليسوا آلهة ، إنّما هم عباد مقربون عند الله ، وكل ما يستطيعونه لخدمة المؤمنين هو طلب العفو من الله لهم عبر الدعاء.
ومن آداب الدعاء :
أوّلا : البدء بحمد الله وتسبيحه والثناء عليه ثم طلب الحاجة ، وهكذا فعل الملائكة إذ تراهم سبحوا الله بحمده ثم استغفروا للمؤمنين.
ثانيا : البدء بطلب العفو قبل سائر الطلبات حيث أنّ رحمة الله قريبة من التائبين ، إذ الذنوب تمنع استجابة الدعاء ، ونزول الرحمة ، وهكذا فعل الملائكة.
(رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ)
والتوبة هي الشرط الأوّل لقبول الله عودة العبد إليه. أمّا الشرط الثاني فهو أن تكون التوبة صادقة يستقيم عليها العبد ، فيتبع سبيل الله وحده دون أن يعود الى سبيل الشيطان. وهذا ما يبصره ربّنا الذي أحاط بكلّ شيء علما.
(وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ)
وهذا أهمّ وأعظم ما يمكن للمؤمن الدعاء به لنفسه ولإخوانه. وهكذا عند ما يتوب المؤمن إلى الله فإنّ الملائكة تكون معه. وبالتالي فإنّ ما في الحياة يدعو البشر