الى إصلاح نفسه والعودة الى الطريق المستقيم.
[٨] وحينما يكون الإنسان صالحا فإنّه سوف ينفع الآخرين ، فإذا بآبائه وأبنائه كما الأشخاص المحيطين به كزوجة يفيدهم بصلاحه ويدخلون معه الجنة ، إلّا إذا كانوا منحرفين تماما ، وهذا يعني أنّ الحياة قائمة على أساس البناء لا الهدم ، والصلاح لا الفساد ، والملائكة تدعم هذه المسيرة وتؤيدها ، بإذن ربها.
(رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
فبعزّتك تقدر على استجابة الدعاء ، وبحكمتك تستجيب أو لا تستجيب ، وهكذا ينبغي على من يدعو أن لا يحتّم على الله بل يقدّم دعوته ويثني على ربّه وحسب.
ويتوافق هذا الدعاء مع رغبة الإنسان حيث يتطلّع الى العيش مع أحبّائه وأعزّته في الدنيا والآخرة. وإنّما تكتمل النعم عند ما يجتمع الأحبة تحت ظلال نعم الله في الجنة.
[٩] ولا يبلغ البشر غاية مناه إلّا إذا تخلّص من سيئاته التي تتجسد يوم القيامة في صور شتى ، فمنها الظلمات الحالكة ، ومنها النيران الملتهبة ، ومنها العقارب والشجعان ، ومنها اقتران الشيطان ، وقد تبتلع سيئة واحدة عامّة صلاة الفرد وصيامه ، وقد تتسبّب في حبط أعماله الصالحة ونقص درجاته. وقد جاء في الحديث عن ربّ العزّة أنّه سبحانه قال : «أنا المالك أنا الديّان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ، ولا لأحد من أهل النار أن يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصّه منه» (١)
__________________
(١) المصدر / ص ٥١٦.