وهكذا كان في دعوة الملائكة حفظ المؤمنين من سيئاتهم في ذلك اليوم الذي تتجسد فيه السيئات.
(وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ)
والوقاية هنا بمعنى الحفظ ، وإنّما يتقي البشر آثار السيئات في الآخرة عند ما ينتصر على نفسه في الدنيا ويتجاوز الأهواء والشهوات السلبية.
(وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
إنّ الوصول الى النجاة من النار ودخول الجنة غاية عظيمة ، وعمل صعب ، وعلى الإنسان المؤمن أن يعقد عزمه ويشحذ إرادته من أجل تحقيقها ، إذ كلّما كان الهدف عظيما يجب أن تكون الإرادة عظيمة بقدره.
[١٠] هذا عن علاقة الملائكة بالمؤمنين. أمّا علاقتهم بالكافرين فهي سلبيّة وتتسم بالدعاء عليهم والتشمّت بهم.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ)
تناديهم الملائكة وكلّ الطبيعة المفطورة على الحقّ الذي خالفه هؤلاء ..
(لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ)
إنّ الله يريد الخير لعباده وما خلقهم إلّا ليرحمهم ، أمّا إذا رفضوا الإيمان به والاستجابة لدعوته ، وبالتالي أهانوا أنفسهم وأذلّوها بالكفر ، فإنّه سوف يهينهم أضعافا مضاعفة على إهانتهم لأنفسهم ، بإبعادهم عن رحمته ، وإدخالهم العذاب.