حدود التكامل مفيد) .
كما أنّه سبحانه بسط الرزق بين الناس بقدر ما يشاء حسب حكمته (فلا يجوز أن نسعى للتساوي المطلق بينهم) (١١) .
جيم : والدّين محور الوحدة ، ولكن بشرط ألّا نتفرّق فيه ، وهذه وصية النبيّين أولي العزم نوح ومحمد وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السّلام) . أمّا سبب الاختلاف فليس هو الدّين بل أهواؤهم التي تنزع نحو البغي (وما أعظم جريمة تنزل نقمة الرب لو لا أنّه أخّرها الى أجل مسمّى) ويبقى الرسول (ومن بعده خلفاؤه) محورا للوحدة ، وعليه أن يستقيم على الحق بعيدا عن أهوائهم المختلفة ، مؤمنا بكلّ الكتب ، وعادلا في الحكم بينهم ، (وألّا يكرههم بل يلزمهم بما ألزموا أنفسهم به) (١٣) .
دال : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) (ويرفضون أحكامه) من بعد ما استجاب المؤمنون له (وأقاموا المجتمع المسلم) فإنّ حجّتهم داحضة ، وعليهم غضب من الله ، ولهم عذاب شديد (وتطالهم العقوبات إذ رفضوا أحكام الله) أو ليس قد رفضوا الكتاب الذي أنزله الله ، والميزان الذي جعله سبيلا للعدالة (وهو الإمام أو أحكام القضاء أو قيم العقل أو هي جميعا)؟
وبعد أن يحذّرهم الله الساعة التي يشفق منها المؤمنون ، ويقول : بأنّ الشاكّين فيها في ضلال مبين يذكر بأنّ الله هو الرزّاق (وأنّ مخالفة الحق لا تجلب رزقا) وأنّ من يترك الحرام من الدنيا (ولا يثير الصراع من أجل لقمة الحرام) يعوّضه الله في الآخرة كما يرزقه في الدنيا ، بينما الآخر لا نصيب له في الآخرة (وربما يفقد الدنيا أيضا) .
وهكذا عالج السياق جذرا أساسيا للخلاف الاجتماعي (١٦) .