الاختلاف الذي يمنع الرزق) وإذا قدّر الله العذاب لأمّة لا يقدر أحد على دفعه عنها.
(ومظهر آخر لرزق الله الرياح التي تنقل سفن التجارة) فهذه الجوار في البحر كأنّهنّ الجبال إن يشأ الله يسكن الريح فيظللنّ رواكد أو يهلكهنّ بذنوبهم .. كلّ ذلك ليعلم الذين يجادلون في آيات الله (وينكرون هيمنة الله أو عذابه) أنّه لا مفرّ لهم من عذابه.
وبعد كلّ ذلك ، ما هي الدنيا؟! إنّ هي إلّا متاع إذا قيست بما عند الله للمؤمنين في الآخرة الذي هو أفضل وأدوم (٢٧) .
حاء : (وفي هذا المنعطف يبلغ السياق المحور الأساسي في السورة المتمثّل فيما يبدو في الشورى التي تكثّف التجارب البشرية ، ويبيّنه القرآن ضمن صفات مختلفة للمؤمنين) (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) ، ويغفرون حين الغضب ، وقد استجابوا لربّهم (بالتسليم للقيادة الشرعيّة) (وَأَقامُوا الصَّلاةَ ، وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (يتبادلون بها خبراتهم) ومما رزقناهم ينفقون.
طاء : (تلك كانت طائفة من صفات المؤمنين تتعلّق بعلاقاتهم بينهم ، وهناك طائفة أخرى منها تتصل بمواقفهم من أعدائهم) فهم الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (ولا يخضعون للبغاة بل يحاربونهم) ولكنّهم لا يعتدون على الناس بل جزاء سيئة سيئة مثلها عندهم.
(ويبيّن القرآن هنا فضيلة التعافي عند ما لا يكون مضرّا ، ويدحض اتهام مرضى القلوب والسلطات لمن ينتصر للحق بأنّهم مسئولون عن ويلات الحرب ، ويقول :) لا سبيل على من ينتصر بعد ما يظلم ، إنّما السبيل على الظالم.