رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ) أمّا الحكمة فهي انعكاس العلم على الفعل ، ولأنّ ربّنا حكيم فهو لا يترك الناس سدى ، وتتجلّى عزّة الله في الوحي القرآني الذي يهدينا الى أسباب القوة ، كما تتجلّى حكمته في مناهجه الرشيدة.
ثم يشير ربّنا هنا الى حاكمية الربّ في السموات والأرض ، مما تستوجب فطريّا حاكميته على الناس بالوحي ، فيقول :
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
ومن يشك في رسالة النبي محمد (ص) فهو لم يعرف ربّه حقّا ، إذ أنّه لو عرف عزّته وحكمته ومالكيته التي يهيمن بها على الحياة لما شك في وحيه ورسالته ، ذلك أنّ خالق الكون هو نفسه الذي خلق المنهج الذي يهدينا الى تسخيره في صالحنا.
ولأن السبب في كفر الإنسان بالبعث وبكثير من الحقائق الأخرى التي يهتف بها الوحي ، هو عدم إيمانه بقدرة الله حيث يشك في عودة رميم العظام بشرا سويّا ، يؤكّد القرآن صفات الله الحسنى فور حديثه عن الوحي أو البعث أو .. أو .. ، ذلك أنّنا إذا آمنا بقدرة الله وحكمته وعلمه فسوف نؤمن بكلّ ما يصدر عنه وما يأمر به إيمانا واعيا ، ونعمل به بلا تكلّف ، لأنّنا آنئذ نعرف عظمته. أو ليس قد أوحى به العظيم ، وإنّ فيه صلاحنا؟ أو ليس قد أنزله ربّنا الحكيم ونزداد يقينا بصدق أنبائه ، مما يبعث فينا العزيمة والأمل ، ونستعد للدفاع عنه بأموالنا وأنفسنا ، لأنّه هبط من عند ربّنا القدّوس.؟
وهكذا ينبغي أن نسلك الى معرفة الوحي طريق معرفة الخالق حتى نجعله في مقامه الأسمى ، ولا نقيسه بسائر الكلام أبدا ، ولا نرضى بأن يتخذ البعض مصدر تشريعاتهم من غيره ، أو يتحاكموا الى قانون بشري ناقص ، كلّا .. إنّ ربّنا مليك