فكان له الحمد كما كان له المجد.
(يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)
هذه علاقتهم بالله ، أمّا علاقتهم بمن في الأرض فهي الاستغفار لهم عند الرب ، حيث ترى الملائكة أنّ سكان الأرض لا يقدرون الله حقّ قدره بما يعصون ويذنبون.
(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)
إيمانا منهم بسعة رحمة الله.
(أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
ولو لم يكن كذلك لما ترك على وجه الأرض من دابة بما عصوا الله ، ولعل الآية تبين حقيقة هامّة هي أنّ الله هو الذي يغفر ويرحم من يشاء ومتى أراد ، وخطأ الإعتقاد بألوهيّة الملائكة أو أنّها أنصاف آلهة ، بينما لا يعدو دورها الاستغفار للمؤمنين عند ربّهم الذي يقرّر قبول توبة أولئك وشفاعة هؤلاء أو لا يقبل حسب مشيئته التي لا يسأل عنها وهم يسألون.
[٦] وعجيب أمر البشر. إنّهم لا يستفيدون من واسع رحمة الله ، بل يتخذون الشركاء من دونه ، ويزدادون بعدا عنه كلّما توالت نعمه عليهم! وربنا يتوعّد هؤلاء بأنّه يكتب كل ما تعمله أيديهم وجوارحهم ليعاقبهم عليه عاجلا أو آجلا.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ)
يعتقدون أنّهم هم الذين يرزقونهم ، ويمنعون عنهم الأخطار ، ويخطئون لأنّ الله هو الذي يرعاهم ويحفظهم.