الحروب التي تنتهي الى الدمار والتخلف هو تركهم ولاية الله ، وتشبّثهم بالأولياء من دونه.
أمّا الخلافات الخارجة عن إطار صراع الحق والباطل ـ كالخلاف بين أهل الحق أنفسهم ـ فهي غير مشروعة ، إذ لا بد من حلّها بالعودة الى قيم الرسالة ومن يمثّل ولاية الله في الأرض ، ومن الناس من يدّعي الإيمان ولكنّه يتولّى غير الله ، وإنّما آية إيمان المرء أن يردّ ما تنازع فيه الى الله (والى رسالته ورسله) ثم يتحدّى الضغوط ، ويتوكّل على الله ، ويتضرّع إليه (ويتعوذ بحوله وقوته من شياطين الإنس والجن الذين ينزغونه في الاتجاه الخاطئ) .
(وولاية الله في المجتمع تجلّ لولايته في الكائنات) فهو الذي فطر السموات والأرض ، وخلق البشر أزواجا وكذلك الأنعام بهدف تكثير الخلق وانتشارهم ، وهو المحيط بهم علما! وبيده مفاتيح الرزق ، فيبسط لمن يشاء ، ويقدر على من يشاء (إنّما بحكمته البالغة ، لأنّه) بكلّ شيء عليم.
بينات من الآيات :
[٨] الاختلاف بين أهل الحق وأهل الباطل جزء من سنة الله في الحياة ، ليس لأنّه تعالى يريد أن يكون بعضهم من أصحاب النار والبعض الآخر من أصحاب الجنة ، بل لأنّه أعطاهم حرية الإختيار ، ومقتضى هذه الحرية أن يتبع البشر أحد الخيارين.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً)
وهذا لا يتفق مع طبيعة الحياة ، وهدف الخلق.
(وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ)