لا يضرّ بنفسه فقط عند ما يتخذ من دون الله أولياء ، ويتبع الجبابرة ، بل ويظلم الآخرين أيضا ، ذلك لأنّه باتباعه الجبار (بل بمحض السكوت عنه) يساهم في سيطرته على الآخرين.
ولعلّ الآية تهدي أيضا ـ عند ما استخدم كلمة الظالمين ـ ألّا عدالة في غير ولاية الله ، وألّا نجاة من الظلم إلّا بالعودة إليها ، فما للظالمين من وليّ ولا نصير .. فمن رضي بحكومة الظالمين اكتوى بنارهم ، ولا يستجاب دعاؤه في الخلاص منها.
وبالرغم من أنّ لفظة الظالم قد يتسع مدلولها ليشمل كلّ منحرف إلّا أنّ انتخابها متناسب والسياق الذي يحدّثنا عن الولاية ، وحسب تعبيرنا القيادة وما تتبعه من فضّ الصراعات إمّا بعدالة أو بظلم.
[٩] بلى. إنّ الكافرين والمشركين اتخذوا أولياء من دون الله ، ولم يدركوا بأنّه وحده الوليّ الحقيقي للإنسان ، وصاحب القدرة المطلقة.
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ)
لأنّ إليه مصيرنا ، وهو القاهر علينا.
(وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أمّا الأولياء والأنصار المزعومون فإنّهم لا يقدرون على شيء إلّا بقدر ما يريده الله لهم ، فهم محدودون ، والأولى بالعاقل أن ينتمي الى صاحب القدرة المطلقة ، فعنده تتحقّق طموحاته ، ويصل الى أهدافه.
[١٠] ويبيّن ربّنا معنى الانتماء الحقيقي لولاية الله ، بأنّه ليس مجرّد الادّعاء ، والتمنّي في القلب ، وحتى طاعة الله في الأمور الاعتيادية التي لا تكلّف الإنسان