وبحجج واهية ، فينصر الله المؤمنين على أعدائهم ، ولا شك أنّ الرسالة وحدها لا تنتصر ، إنّما تنتصر الرسالة التي يلتفّ حولها الناس ويدافعون عنها.
إنّ البعض يستعجل فضّ الخلافات ، ويريد ذلك في أسرع وقت ، ولذلك يبيّن القرآن هنا فكرة سبق أن بيّنها في أكثر من موقع ، وهي عدم استبعاد الساعة ، وإنّما توقّعها في كل حين.
بينات من الآيات :
[١٤] إنّ العامل الأقوى في اختلاف الناس وتفرّقهم ليس هو الجهل بالحق ، لأنّ الحق غالبا ما يكون واضحا بيّنا ، وإنّما يختلفون بسبب شهواتهم وأهوائهم التي تقودهم للبغي على بعضهم ، فهم المسؤولون عن الخلافات التي بينهم. أو ليس قد جاءهم من الله العلم حتى يقضي عليها؟
(وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)
وربّنا يمهل الناس في تفرّقهم ، ولكنّه لا يهملهم إذ سبقت منه كلمة أن يعطيهم الفرصة لاختبار إرادتهم ، ولو لا ذلك لكان ينهي الصراعات الى صالح الحق في أسرع وقت ، ويهلك أهل الباطل بلا إمهال.
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)
ومن أسباب تفرّق الناس أيضا : ابتعادهم عن القيم التي تمثّل ضمان الوحدة ..
(وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ)
فبينما كان الكتاب وسيلة للوحدة عند الأجيال الملتزمة التي آمنت به وعملت