بآياته ، أصبح الشك فيه عاملا خطيرا في التمزّق والتفرقة.
وهكذا أوصت الآية بالعلاج الجذري للخلافات البشرية التي تنبعث من اتباع الأهواء والظلم على بعضهم (البغي) ذلك هو روح اليقين في الكتاب ، والابتعاد عن حالة الشك والتردّد فيه ، كما أشارت الى سنة التراخي عن اليقين بسبب طول الأمد ، حيث يختلف الالتزام بالكتاب بين الجيل الذي هبط فيه الكتاب ، وبين الذين أورثوا الكتاب ، والشك المريب هو الشك المتعلّق الذي يثير الاضطراب.
[١٥] وحيث قضى الله سبحانه في كتابه بالحق ، يجب على الرسول وعلى كلّ مؤمن أن يدعو إليه ، ويستقيم على نهجه بالتحصّن ضد الأهواء والصراعات ، لأنّه لو زاغ المؤمن الى جانب من جوانب الصراع لانتهى دوره في الهيمنة على الخلافات الاجتماعية.
(فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ)
إنّما اتبع الهدى الموحى إليك من ربّك ، بعيدا عن الضغوط والدعايات.
هنا يأمر القرآن الرسول ومن خلاله كل من اتبعه أوّلا : بالدعوة ، وإعلان الكلمة الصادقة (ومن ثمّ إعلان المواجهة مع الكفر) .
ثانيا : بالاستقامة ، بالصبر على الأذى الذي يلحقه من جرّاء الدعوة.
ثالثا : بجعل القرآن منهاجا للعمل.
رابعا : عدم التنازل عن الدعوة تحت ضغوط الآخرين الذين يتبعون أهواءهم ، لكي يبقى الدّين خالصا لله.