(وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ)
لأنّ الميزان هو الوحي ، وكما أوحى الله الكتاب على نبيّه محمد (ص) فقد أوحى الى موسى وعيسى عليهما السلام ، وإعلان الرسول أنّه مؤمن بسائر الرسالات الإلهيّة شاهد على أنّ دعوته لا تشوبها ذرّة من الذاتية ، إنّما هي دعوة خالصة الى الله والى كتبه ورسالاته جميعا ، وهكذا ينبغي أن يكون محور الإنسان هو الحق ، سواء كان متمثّلا فيما عنده أو عند الآخرين.
(وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ)
على ضوء منهاج الكتاب ، لأنّ العدالة وحدها الكفيلة برفع أنواع الخلافات فيه. أليس البغي جذر كلّ خلاف؟ كذلك العدل أرضية الوحدة ، وحين لا يكون العدل يتهاوى عرش التجمّع على أطرافه! يقول الإمام علي (ع) :
«وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد» (١)
(اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ)
وما دمنا متساوون أمام الله لأنّنا خلقه وهو ربّنا ، فإنّنا متساوون أمام القانون وهو كتابه عزّ وجل ، ومن هذا المنطلق ترتكز العدالة على تحمّل كلّ إنسان جزاء عمله لا الآخرين.
(لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ)
فكلّ واحد يتحمّل تبعة عمله ، دون أن يقدر على إلقائها على الآخرين بعذر أو بآخر. وهذه البصيرة ذات أثر عظيم في إثارة وتحريك الفكر ، ووقف حالة
__________________
(١) نهج / كتاب (٥٣) .