الاسترسال.
(لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ)
لا جدال ولا خصومة فقد بان الحق وظهر أمر الله ، ولسنا نريد أن نكرهكم على قبول الحق ، لأنّ قبول الحق ينفعكم قبل أن ينفعنا ، ورفضه يضرّكم ولا يضرّنا.
وتوحي الآية بأنّه لا يمكن للإنسان إخضاع الآخرين بالجدل لأفكاره.
(اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا)
غدا عند الميزان الحق ، ويفصل بين الخلافات.
(وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
فيجازي المسيء ، ويثيب المحسن.
فعلى المؤمن أن يبلّغ رسالته الى الناس دون جبر أو إكراه ، فإن قبلوا اهتدوا ، وإن رفضوا وكفروا فإنّهم جميعا سوف يحضرون يوم القيامة للحساب حيث يقرّر الربّ مصير الجميع.
[١٦] ولكي لا يتصوّر البعض أنّ ترك الجدال الذي أمر به في خاتمة الآية السابقة يعني أن الجميع على حق ، بيّن السياق عاقبة المجادلين بالباطل ، ليدحض هذه الفكرة الفاسدة التي وجد لها أنصار في التاريخ ، حيث زعموا صواب كلّ القضاة الذين يحكمون في موضوع واحد بفتاوى مختلفة ، وقد فنّد الإمام علي (ع) هذه الفكرة حيث قال :
«ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثمّ ترد