الزمر حيث قال : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (١) وهذه هي الحياة الثانية التي تستمرّ مع الإنسان خالدة للأبد.
وبين الحياتين والموتين تتجلّى قدرة الله للبشر حيث لا يملك الكفّار سوى الاعتراف بخطئهم ، وأنّهم قد أحيط بهم من كلّ جانب بسبب الذنوب التي اقترفوها في الحياة الدنيا ، فيسألون الله بضراعة عن مخرج من مأزقهم.
(فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا)
وإنّنا لا نملك من أمرنا شيئا.
(فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ)
[١٢] وتجيبهم الملائكة بأنّه قد كان يوجد مخرج واحد فقط من هذا المأزق ، وهو الإيمان بالله الواحد القهّار والتسليم له (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (٢) ، ولكنكم رفضتم الدخول فيه وضيعتم على أنفسكم الفرصة.
(ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا)
لأنّكم كنتم تريدون إيمانا يبرّر لكم شهواتكم ، ويعترف بواقعكم الفاسد وتصرّفاتكم الخاطئة ، وهذا ما لا تجدونه في الدين التوحيدي الخالص ، مما يدعوكم لرفضه.
(فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)
__________________
(١) الزمر / ٣٩.
(٢) الطلاق / ٦٥.