الباطلة ، والشرك بالله عبر تأييد السلطات الظالمة؟
إنّ دوافع الشرك كثيرة ، ولكن من أبرزها طلب الرزق ، والحديث المأثور التالي يقصّ علينا حياة واحد من الذين أشركوا بربّهم طلبا للرزق الحرام ، وكانت نهايتهم السوئى ، وفيه عبرة مؤثرة :
قال الإمام الصادق (ع) :
«كان رجل في الزمن الأوّل طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان فقال له : يا هذا إنّك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها ، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها ، أفلا أدلّك على شيء تكثر به دنياك ، ويكثر به تبعك؟ قال : بلى ، قال : تبتدع دينا ، وتدعو اليه الناس ، ففعل ، فاستجاب له الناس ، وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا ، ثم فكّر فقال : ما صنعت؟ ابتدعت دينا ، ودعوت الناس! ما أرى لي توبة إلّا أن آتي من دعوته اليه فأردّه عنه ، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول لهم : إنّ الذي دعوتكم إليه باطل ، وإنّما ابتدعته ، فجعلوا يقولون : كذبت وهو الحق ، ولكنّك شككت في دينك فرجعت عنه ، فلمّا رأى ذلك عمد الى سلسلة فوتدها وتدا ثم جعلها في عنقه ، وقال : لا أحلّها حتى يتوب الله عزّ وجلّ علي ، فأوحى الله عزّ وجلّ الى نبيّ من الأنبياء : قل لفلان ، وعزّتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك ، حتى تردّ من مات الى ما دعوته اليه فيرجع عنه» (١)
ولو أنّ الإنسان اتبع منهاج الرسالة لرزقه الله بصورة أو بأخرى ، قال الله : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) . (٢)
__________________
(١) بح / ج (٧٢) ص (٢١٩) .
(٢) الطلاق / (٢ ـ ٣) .