يؤوّل الأمور على ضوئه ، كما فعل ماركس حين اعتبر الإقتصاد والطبقية أساس الصراع.
إنّه لا يمكن علاج مشاكل الإنسان السياسية والاجتماعية وغيرها إلّا إذا ترفّع عن التبعية المطلقة للدنيا ولشهواتها ، ولو تساءلنا عن علّة نموّ الرأسمالية في أيّ بلد ، الذي ينتهي الى تسلّط الأغنياء على الأمم ، لوجدناه حبّ المال الذي يجعل الناس عبيدا وأصحاب الثروة آلهة مزيّفة.
ومن جهة أخرى يمهّد للحكم الطاغوتي ، فإذا بمجموعة من الناس يتسلّطون على الناس من خلال سيطرتهم على خيرات الشعوب ومواردها الاقتصادية ، الأمر الذي ينتهي الى الفساد السياسي ، ولو فكّرنا عميقا في عوامل الفساد السياسي في السياسة ، لرأينا الطمع والخوف والجهل من أبرز هذه العوامل. ولعلّ عامل الطمع الناشئ من حبّ الدنيا في رأس القائمة ، لا فرق في ذلك بين النظام الرأسمالي والاشتراكي ، فبينما يدير أصحاب الثروة ك (روكفلر) من خلال شركاتهم التي تحتكر الموارد الاقتصادية الأمريكية بصورة غير مباشرة ، نجد الحزب في أيّ بلد شيوعي يدير السياسة من خلال سيطرته على الموارد الاقتصادية أيضا ، وبالتالي السيد الحقيقي هنا وهناك واحد وهو المال ، بالرغم من اختلاف طريقة الحصول عليه ، ففي النظام الرأسمالي يحتكر أصحاب الثروة (وهم في الواقع أرباب السلطة الحقيقية) المال باسم الملكية الفردية ، بينما نجد في النظام الشيوعي يحتكر أصحاب السلطة الثروة (وهم في الواقع الرأسماليّون الجدد) باسم الملكية الجماعية ، وهنا وهناك المال.
وحتى سبب خضوع الشعب واحد وهو حبّه للمال ، سواء كان هذا المال بيد الدولة أو كان بيد أصحاب الثروة.