المودة بين المسلمين أمر واجب ، قال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) وقال (ص) :
«المؤمنون كالبنيان يشدّ بعضهم بعضا» .
والآيات والأخبار في هذا الباب كثيرة ، وإذا كان حصول المودة بين جمهور المسلمين واجبا فحصولها في حقّ أشرف المسلمين وأكابرهم أولى ، وقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) تقديره والمودة القربى ليست أجرا ، فرجع الحاصل الى أنّه لا أجر البتة (والوجه الثاني) في الجواب : أنّ هذا استثناء منقطع ، وتمّ الكلام عند قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) ثم قال : «إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» أي لكن أذكّركم قرابتي منكم ، وكأنّه في اللفظ أجر وليس بأجر.
ومضى المفسّر المعروف قدما في تقرير الجواب وقال : نقل صاحب الكشّاف عن النبي (ص) أنّه قال :
«من مات على حبّ آل محمد (ص) مات شهيدا ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد (ص) مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد (ص) مات تائبا ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد يزف الى الجنة كما يزف العروس الى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد فتح له في قبره بابان الى الجنة ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات على السنّة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات