الشافعي رضي الله عنه :
يا راكبا قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سحرا إذا فاض الحجيج الى منى |
|
فيضا كما نظم الفرات الفائض |
إن كان رفضا حبّ آل محمد |
|
فليشهد الثقلان أنّي رافضي (١) |
ثانيا : مودة القربى في سياق الوحدة :
لماذا أمرنا بمودة القربى في هذا السياق الذي يحدّثنا عن نبذ الخلاف ، والتمسّك بالوحدة؟
حين نتدبر في مجمل آيات الذكر نجد سياقها لا يذكّرنا بالداء إلّا ويشفعه ببيان الدواء ، فإذا كان داء الاختلاف ناشئا من التشريع البشري ، كما قال ربنا : (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) فإنّ دواء الاختلاف هو مودّة القربى الذين هم امتداد قيادة الرسول ، فأفضل الناس أقربهم الى الرسول منهجا وعملا (وهم أهل بيته ثم العلماء من أمته الأمثل فالأمثل) وهم البديل الإلهي للشركاء الذين يشرّعون بغير إذن الله.
فمن اتبع القيادة الشرعية التي أمر الله باتباعها كان كمن ركب سفينة نوح أمن ونجى ، ومن خالفها فقد تخلّف عن السفينة فغرق في طوفان الشرك والهوى.
ونجد هذا المنهج في قول ربّنا سبحانه في سورة آل عمران : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) .
فلا بد إذا من حبل الله نعتصم به حتى نوحّد صفوفنا ، وهو قيادة الرسل
__________________
(١) التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي / ج (٢٧) ص (١٦٥ ـ ١٦٦) .