وأوصيائهم ، ثمّ الأمثل فالأمثل من شيعتهم والتابعين لنهجهم.
ومن هنا نعرف أنّ المودة هنا هي ضمان الطاعة ، فلو لا حبّ الله ما تيسّرت للعبد طاعته ، ولو لا حبّ الرسول ما سهل على المسلمين اتباعه ، ولو لا حبّ آل الرسول ما تسنّى للمؤمنين التمسّك بهم ، ذلك لأنّ الحب هو ذلك الانسجام النفسي الذي يحدث بين شخصين ، وهو يقتضي الطاعة للحبيب بشوق وبلا تكلّف ، يقول الشعر الحكيم :
تعصي الإله وأنت تزعم حبّه |
|
هذا لعمرك في الفعال بديع |
لو كان حبّك صادقا لأطعته |
|
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع |
وجاء في الحديث المأثور عن الإمام الصادق (ع) :
«وهل الدين إلّا الحب» .
وكثيرة آيات الذكر وأحاديث الرسول التي تأمر بطاعة القيادة الشرعية المتمثّلة في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ كقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، وقوله سبحانه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) .
وقول الرسول (ص) :
«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف في الدين» (١) .
__________________
(١) تفسير نمونه نقلا عن الحاتم في المستدرك ص (١٤٩) حيث عقّب عليه هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه (أي البخاري ومسلم) .