الى ابن عبّاس ، وقيل بأنّها البدع والشبهات ، وبالتالي الضلالة الثقافية ، وهي بدورها من الذنوب الاجتماعية ، وقال البعض بأنّها مطلق الذنوب التي أوعد الله عليها النار في القرآن أو ثبت بحجة قوية أنّها من كبائر الذنوب.
(وَالْفَواحِشَ)
وهي الذنوب الشخصية ، كالزنا ، واللواط ، وشرب الخمر ، واجتنابها هذه من أهم الصفات التي يجب توفّرها في مجتمع المؤمنين الفاضل.
(وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
إنّهم حينما يختلفون مع بعضهم أو مع الآخرين ، وحينما يسيء أحد إليهم ، يؤثّر ذلك في نفوسهم ، ولكنّهم لا يحوّلون تلك الآثار الى صراع ، بل يعودون الى القرآن والى سائر التعاليم ، ليجعلوا ذلك حكما فاصلا بينهم ، فتراهم بدل أن يختلفوا فيه يختلفون إليه.
ولعلّ من العوامل الأساسية التي تجعلهم يتجاوزون سورة الغضب الى سعة الصدر وسماحة الحلم أهدافهم السامية ، فهم يؤمنون بأنّ غضبهم وحدّتهم يجب أن يصرفا في الصراع مع العدو ، بينما الذين تتضاءل أهدافهم في أعينهم تراهم يصبّون جام غضبهم على أنفسهم ، ويساهمون في تحطيم مجتمعهم بأيديهم.
والعفو صفة سامية جدا لأنّ هناك من لا يملك نفسه عند الغضب فتراه يتجاوز حدود الشرع والعقل والأعراف ، ويهدم في لحظة ما بناه في عقد من الزمن.
والمؤمن ليس فقط لا يخرجه رضاه وغضبه عن حدود الله بل ويتجاوز غضبه الى العفو.